ندرة المياه: تحدي عالمي

تعتبر قضية ندرة المياه من أكبر التحديات العالمية الملحة في وقتنا هذا. فعلى الرغم من أن كوكب الأرض مغطى بالمياه، لا يتاح إلا 1 % فقط من هذه المياه للاستخدام البشري. ومع زيادة معدلات الاستهلاك واستخراج المياه من مواردها بشكل غير مستدام، تتوقع الأمم المتحدة ظهور فجوة تقدر بحوالي 40 % بين العرض والطلب على المياه النقية الصالحة للشرب بحلول عام 2030.

قد تلعب الحلول التقليدية مثل تحلية المياه بتقنية “التناضح العكسي” دورًا في حل هذه المشكلة، ولكن هذا الحل يحاط بالكثير من التحديات. إذ تنتج محطات التحلية التي تعمل بتقنية التناضح العكسي محلولاً ملحيًا مشبعًا بالكيماويات يتسبب في تلوث النظام البيئي البحري. كما أن هذه المحطات تخدم المناطق الساحلية فقط، وبالتالي يتطلب نقل المياه المحلاة بريًا تكلفة عالية لتجهيز البنية التحتية قد تصل إلى 3 مليون دولار أمريكي لكل كيلومتر من الأنابيب، فضلاً عن عشرات الآلاف كتكلفة صيانة سنوية لكل كيلومتر. ومن ثم، يحتاج العالم إلى بديل أكثر سهولة وكفاءة في استخدام الطاقة وأكثر حفاظًا على البيئة.

ويعتبر الغلاف الجوي من المصادر التي يمكن الاستفادة منها في هذا الصدد وهو مصدر لم يستغل على النحو الكافي حتى الآن، على الرغم من احتوائه على 6 أضعاف المياه الموجودة في الأنهار والبحيرات مجتمعة. وتعمل أنظمة حصاد المياه من الغلاف الجوي عن طريق تبريد الهواء إلى نقطة التكثف، وهي طريقة تستهلك الكثير من الطاقة وتتسم بعدم الفعالية، خاصة في المناطق التي تقل فيها نسبة الرطوبة (أقل من 60%)، وعليه، فإن إمكانية استخدام هذا الحل تقتصر على الحالات الطارئة أو الحالات التي تتطلب استخدامًا محدود النطاق. وعلى الرغم من الإمكانات التي يوفرها هذا الحل، لم يتم حتى الآن استخدامه بنجاح في القطاع الصناعي.

في عام 2022، بعد استكمالي لدراسة الدكتوراه، أسست نوفنات للتكنولوجيا مع كمال وعبد الباري بيلوفي، مهندس ميكانيكا من الجزائر ساهم برؤيته التجارية في تحويل هذه التقنية إلى منتج يمكن طرحه في الأسواق. وقد ساهمت خلفيتنا المشتركة؛ حيث نشأنا في بلاد تعاني من ندرة المياه في توحيد رؤيتنا لتطوير حل مستدام وقابل للتوسع لأزمة ندرة المياه العالمية.

الرؤية المستقبلية

في شركة نوفنات، نطمح إلى الوصول إلى الريادة في حلول المياه المستدامة. فعلى الرغم من صعوبة حل مشكلة ندرة المياه عالميًا، نلتزم بدعم الصناعات التي يزيد استهلاكها للمياه وتمتلك طاقة مهدرة منخفضة المصدر. فمن خلال تطبيق نموذج الاقتصاد المائي الدائري، نهدف إلى مساعدة هذه الصناعات في تحقيق صافي التأثير الإيجابي للمياه من خلال زيادة معدلات إنتاجها للمياه وخفض استهلاكها.

وفي هذه الحالة، يمكن استخدام الفائض في أنظمة المياه في البلديات للمساهمة في تعويض نقص المياه بما يحقق النفع للكثير من المناطق.

على المستوى الشخصي، رؤيتي كإبراهيم تتلخص في جلب هذه التقنية التحولية إلى الشرق الأوسط؛ حيث تتضاعف تحديات ندرة المياه. فالحل الذي نقدمه يتناسب مع الظروف القاسية في المنطقة مما يوفر منهجًا متطورًا لتحقيق الاستدامة المائية.