فلسطين ….. سياقنا المحلي

ينبع التزامنا لبلدنا الحبيب فلسطين من إيماننا بواجبنا ومسؤوليتنا تجاهها وتجاه مجتمعنا وشبابنا، ففلسطين لديها أرضية خصبة للإبداع والتفكير المتقدم، ولكن هناك حاجة إلى التعاون والحوار والتشاركية بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق تطلعاتنا وطموحاتنا.
ففلسطين دولة يبلغ عدد سكانها حوالي 5.23 مليون، مقسمًا إلى 3.12 مليون في الضفة الغربية، 2.11 مليون في قطاع غزة. ويتميز المجتمع الفلسطيني بأنه مجتمع فتي، فحوالي 57.4% منهم تحت سن الخامسة والعشرين1.

المستوى التعليمي ومهارات القراءة والكتابة

تتميز فلسطين بنسبة عالية في مهارات القراءة والكتابة، حيث تبلغ نسبة الأشخاص الذين يجيدون القراءة والكتابة حوالي 97.5% وفقًا لآخر الإحصائيات. وهذا يضع فلسطين ضمن فئة عليا في “التنمية البشرية” ضمن مؤشر التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما أنها تتفوق بمعدل 80.6% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (بيانات البنك الدولي 2014).

ويشير تدني معدلات الأمية إلى ارتفاع معدلات الوصول إلى التعليم في فلسطين، حيث يلتحق 1,338,353 طالب بالتعليم الأساسي والمتوسط في 3,107 مدرسة. كما أن هناك عدد قليل من الطلاب الذين لا يلتحقون بالمدارس (على الرغم من وجود بعض العوائق الخاصة بالطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة مثلاً).2 أما على المستوى الجامعي، فهناك 203,621 طالب ملتحق بالجامعات (62% منهم من الإناث و38% من الذكور)، وهناك 11,144 طالب ملتحق بكليات المجتمع. وتصل النسبة الإجمالية للالتحاق بسن 18-24 إلى أكثر من 25.8% وهي نسبة تفوق المعيار الدولي، وخاصةً عند مقارنتها بدول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والدول النامية بشكل عام.3 وتوجد في فلسطين 51 مؤسسة للتعليم العالي موزعة في الضفة الغربية وقطاع عزة: 16 جامعة و16 كلية جامعية و17 كلية مجتمع. 4

تشير هذه الأرقام إلى حقيقتين: أولاً أن للتعليم أهمية كبرى بالنسبة للفلسطينيين، وثانيًا أن فرص التعليم متوفرة بشكل جيد في فلسطين. ولكن التحدي اليوم هو ضمان التعلم النوعي الذي يحاكي عالم اليوم.

معدل البطالة بين المشاركين في القوى العاملة

سوق العمل

رغم ارتفاع نسبة الالتحاق بالتعليم في فلسطين، يبقى معدل مشاركة القوى العاملة منخفضًا، حيث بلغ معدل البطالة بين المشاركين في القوى العاملة (15 سنة فأكثر) في فلسطين 40.9%. وتصبح الأرقام أكثر إثارةً للقلق عند النظر إليها بحسب المنطقة الجغرافية، فقد وصل معدل البطالة في قطاع غزة إلى 46.6% مقارنةً بـ 15.7% في الضفة الغربية. كما يتضح لنا وجود اختلافات في مشاركة الجنسين في سوق العمل الفلسطيني، حيث بلغت نسبة مشاركة الإناث في القوى العاملة 15% في قطاع غزة مقابل 16.8% في الضفة الغربية. 5

ومن بين الأمور التي تشير إليها الأرقام أيضًا، فجوة المهارات التي تظهر عند الانتقال من المسار التعليمي والدخول إلى سوق العمل.

دور المجتمع المدني

بالإضافة إلى التحديات التي تواجهها الدول النامية في تحقيق التنمية المستدامة للجميع، تبرز في فلسطين تحديات خاصة بسبب وضعها السياسي، كانقسامها الجغرافي والإداري والقيود المفروضة على التنقل بين المدن والمناطق الجغرافية وضعف البنى التحتية خاصةً في قطاع غزة. لهذا السبب، يلعب المجتمع المدني دورًا هامًا في فلسطين، ويتمتع بشبكة متنوعة من الأطراف المعنية التي تتعاون معًا لإيجاد حلول فعالة لتخطي هذه التحديات. وتتضمن هذه الشبكات: المنظمات غير الربحية المحلية والدولية، وداعمي الأعمال الخيرية، والمؤسسات التعليمية، والأطراف المعنية الأخرى.

1 الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2021 .كتاب فلسطين الإحصائي السنوي، 2021 .رقم “22.” رام الله – فلسطين
2 دولة فلسطين، تقرير الأطفال خارج المدرسة، اليونيسف، يوليو 2018
3 نظام التعليم العالي في فلسطين، التقرير الوطني 2016، مشروع RecoNow
4 وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 2021 الدليل الإحصائي السنوي 2020/2021 لمؤسسات التعليم العالي الفلسطينية رام الله، فلسطين
5 الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2021 .كتاب فلسطين الإحصائي السنوي، 2021 .رقم “22.” رام الله – فلسطين